فـــارس الزمالــك النبيــــل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إذا فكرت في تقليب صفحات كتاب سيرته الذاتية.. فستجد نفسك متورطاً في علاقة حب من نوع خاص.. مع نجم اختار منذ البداية أن يكون مثالياً في كل شيء.. فمحمود سعد القادم إلي تاريخ نادي الزمالك عبر سنوات من الإخلاص والعمل الدءوب والمهارات الفنية الرفيعة.. هو نفسه محمود سعد صاحب الخلق القويم والمواقف التي تنطق بالرجولة والشهامة والوفاء.. فالرجل الذي لم يبخل علي القلعة البيضاء بسنوات عمره كلاعب ومدرب مازال يعيش حالة من الذوبان بين جدران الزمالك.. رافضاً أن يتحدث عن دوره.. عازفاً عن الإعلام.. مكتفياً بالعمل في حب الزمالك ومن أجل جماهير القلعة البيضاء.
محمود سعد الذي قرأت سطور حياته داخل كتاب عشاق الزمالك وأخلص أبنائه.. حالة خاصة جداً في تاريخ الرياضة المصرية.. يحظي باحترام وحب جماهير الكرة علي اختلاف ألوانها.
لهذا اسمحوا لنا أن نفتح معاً صفحة محمود سعد في وقت عاد فيه البيت الأبيض للانتصارات لنؤكد حقيقتين هامتين.. الأولي: أن هناك بين جدران الزمالك أبناء أوفياء قادرون دائماً أن يعيدوا لوجهه البسمة مهما قست الظروف.. والسبب الثاني: هو ما نشر علي صفحات الصحف خلال الأسابيع القليلة الماضية منسوباً للكابتن محمود سعد.. عن الأهلي والزمالك والمستقبل وأشياء كثيرة أخري لم يقلها محمود سعد أو يصرح بها.. حيث أكد أنه عازف عن الحديث للصحافة مكتفياً بالتركيز في عمله.. فخلال العامين الماضيين لم يقل سعد كلمة واحدة لوسائل الإعلام سواء هنا أو هناك سوي ما صرح به عند رحيل أستاذه الكابتن عبده صالح الوحش وهو ما يُحَـمِّل الإعلام الرياضي مسئولية كبيرة تجاه الرجل الذي لزم الصمت من أجل العمل.. بأن نبعد عنه هواة الفبركة الذين استسهلوا الكتابة علي لسان النجوم.. وليسمحوا لي جميعاً أن أقول إلا محمود سعد.. الذي منعته أخلاقياته كفارس نبيل في أن يُسجل مع أي من القنوات الفضائية بعد فوز الزمالك بالكأس. حتي لا يسرق الفرحة من الجهاز الفني الذي عمل وتعب ونجح.. هذه أخلاقيات محمود سعد الإنسان الذي أجد لزاماً عليّ كصحفي أن أعرف به أجيالاً من الإعلاميين الجدد الذين ربما لم يلحقوا مشاهدته كلاعب كرة.. أو لم يتعرفوا علي ملامح شخصيته عن قرب.
ثلاث بطولات
* محمود سعد من مواليد قرية الخانكة بمحافظة القليوبية وانضم إلي ناشئي الزمالك تحت 16 سنة عام 1968 مع نخبة من ألمع نجوم القلعة البيضاء مثل فاروق جعفر وغانم سلطان وعلي خليل والخواجة واستطاع أن يثبت جدارته في فترة وجيزة ليلعب للفريق الأول بعد عامين فقط لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ويتوقف نشاط الكرة في مصر فيسافر سعد ويلعب في الدوري اللبناني حتي يعود الدوري في مصر ويلعب محمود سعد أولي مبارياته مع الفريق الأول أمام النادي الأوليمبي السكندري وتفوز القلعة البيضاء بهدف للا شيء.
وتمر السنوات تباعاً علي الفارس النبيل ويحقق مع القلعة البيضاء ثلاث بطولات لكأس مصر وبطولة الدوري العام وينضم في عام 1975 لمنتخب مصر ويصبح محمود سعد رجل المواقف الصعبة المنوط به رقابة أخطر المهاجمين..
وفي عام 1981 يصاب محمود سعد ويبتعد عن ممارسة الكرة لكنه ينضم إلي جهاز التدريب بقيادة مايكل إيفرت الذي استغل حب اللاعبين لسعد واحترامهم له في خدمة الزمالك وبالطبع لم يعترض ال((كلمة محذوفة))بار فما يهمه أولاً وأخيراً اسم القلعة البيضاء.
بعد ذلك انضم الفارس الأبيض النبيل إلي مدربي قطاع الناشئين ليقدم جيلاً جديداً للزمالك وللكرة المصرية منهم حازم إمام ومحمد صبري ومدحت عبدالهادي.
والعارفون بتاريخ الزمالك يجيبونك فور الحديث عن محمود سعد بأنه "وش السعد" وأنه الحل السحري عند إدارة القافلة البيضاء كلما استحكمت حولهم الأزمات ورحل مدرب أو حدثت مشكلة. فمحمود سعد واحد من القلائل الذي يجمع بين حب الجماهير واللاعبين والنقاد بالإضافة لكفاءته المهنية.. ولن ينسي له الجمهور الأبيض عندما قبل المسئولية بعد رحيل نينكوفينش وتحمل وحده عبء قيادة الزمالك حتي قدوم باركر عام 1986 الذي فاز للقلعة البيضاء ببطولة أفريقيا.
ثم تتم الاستعانة به بعد ذلك مع عصام بهيج ليفوز بالدوري والكأس والبطولة الأفروآسيوية في واحدة من أسعد سنوات الزمالك. ويتولي بعد ذلك تدريب المنتخب الأوليمبي ويصعد به لدورة برشلونة عام 2919 ثم عاد مرة أخري لنادي الزمالك مع الجوهري ويعاونه للفوز ببطولة الأندية الأفريقية والسوبر الأفريقي عام .1993
ويعود سعد مرة ثانية مع شيفر ليفوز للزمالك ببطولة أفريقيا عام 1996 والسوبر الأفريقي أيضاً عام 1997 ثم يسافر الفارس النبيل للبنان مرة ثانية لكن هذه المرة مشرفاً علي منتخبها ويتأهل به لنهائيات الأمم الآسيوية في تايلاند عام .1998
وعندما تعرض الزمالك لكبوته وتلقي الهزيمة 6/1 من الأهلي لم تجد الإدارة البيضاء سوي محمود سعد ليتولي المسئولية ويفوز للزمالك بالكأس عام .2002
بقي أن تعرف أن فارس الزمالك النبيل حاصل علي ماجستير في الرياضة. ومتزوج من سيدة لبنانية هي شقيقة زوجة الكابتن غانم سلطان وله ثلاثة أبناء محمد وأحمد وعمر وابنة واحدة هي نادين.

__________________